23 ديسمبر 2009

قراءة في رواية يوتوبيا ... الرائعة


وفي إحدى ليالي شتاء 2008، جاءني (د. أحمد خالد توفيق) في منامي يبكي إليَّ ما فعلوه بـ(يوتوبيا)، ويهديني نسخة منها، ويوصيني بقراءتها لأنه متشوق لسماع رأيي فيها، هكذا الحلم كان !...

والحق أقول لكم: كانت علاقتي بكتابات (د. أحمد) قد انتهت منذ زمن، زمن (المؤسسة العربية) وروايات الجيب التي أصبحت أرى فيها المط الممل والاستخفاف بعقلي كـ ـيافع، ربما كنتُ أحبها أيام الطفولة والطفولة الثانية ...

ذهبتُ إلى الصديق (أحمد الأبيض) لأشتري بعض الكتب، فاشتريت، وطلبت بعض الكتب الغير موجودة على رفوفه، فأمليته عناوينها، وقبل الوداع قال ليَّ:
-       أنت ليه مش عايز تاخد (يوتوبيا) ؟

كنتُ قد مللت عرضة المتكرر في أن آخذ (يوتوبيا) ...
تذكرت الحلم ...
أخذت (يوتوبيا) ...
قرأت الصفحات الأولى من (يوتوبيا) ...
ركنت (يوتوبيا) على الرف ...

* * *

أصابني الملل كثيرًا في هذا العام 2009. وفي إحدى نوبات الملل، فتحت (Google) لأبحث عن (سر الملل) فخرج ليَّ ضمن النتائج وعلى مدونة لمجهول موضوعًا مطولاً يسفه من (يوتويا)، (يوتوبيا) المملة، (يوتوبيا) التي تسيئ لمصر والمصريين، (يوتوبيا) التي تحرض على الإلحاد والفجور ...

تذكرت (يوتوبيا)، قرأت (يوتوبيا)، ندمتُ على تخلفي عن قراءتها كل تلك الفترة. قرأتها ثانية، قرأتها ثالثة، أدمنها ...

* * *

تقرأ (يوتوبيا) فيصيبك الزهول، وتتسع حدقات عينيك، وربما لا تستطيع أن تتحكم في أشداق فاهك. يختلط عليك الواقع بالخيال، فلا تعرف أين أنت، وتجهل مهمة حياتك ...

تجد نفسك مع لغة رهيبة يستخدمها (أحمد خالد توفيق) ليقول لك، لقد انتهى زمن روايات الجيب وإليك الخيال الواقعي –هذا النوع أحبه–

* * *

علاء وجرمينال ...
تتعاطف مع (اليوتوباويين) وتلعن جنونهم وتخنقك أفعالهم.

جابر وصفية ...
تتعاطف مع (الأغيار) وتلعن جبنهم ويخنقك هوانهم.

* * *

(يوتوبيا) هي الزل والمهانة ...
(يوتوبيا) هي الثورة التي لم تحدث، ولابد أن تحدث ...